بين “الإعلان” المزعوم و”المؤتمر” المشبوه.. السويداء تُحبط الفتنة الداخلية
يوسف الصايغ - خاص أحوال ميديا

لم يعد سراً حجم المؤامرة التي تتعرض لها محافظة السويداء بعد الغزوة البربرية التي تعرضت لها منتصف تموز الفائت على أيدي من يفترض أنهم جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام، ولكن ثبُت وبالدليل الدموي القاطعن انهم مجرد عصبات إجرامية لا تمتهن سوى القتل والذبح والاغتصاب والسبين واللائحة تطو في تعداد موبقات تلك العناصر التي أقل ما يقال أنه مغول هذا العصر، لكن المستغرب أن تخرج بعض الوجوه والأسماء من داخل السويداء تحت مسمى مزعوم بـ “إعلان جبل العرب” وتقديم “مبادرة من أجل حل الأزمة في السويداء”.
لكن الصورة سرعان ما اتضحت بعد وقت قصير من نشر نص الإعلان المزعوم على بعض الصفحات والحسابات الالكترونية بهدف الترويج للمبادرة، وأول غيث فضح وتعرية تلك المبادرة إعلان أكثر من 70 شخصا من أصل 102 أشخاص عن عدم معرفتهم بتلك المبادرة، وبالتالي عدم توقيعهم على “إعلان جبل العرب المزعوم” الذي تم توزيعه وتناقلته بعض الصفحات على وسائل التواصل الإجتماعي.
كما تبين أن من قاموا بصياغة “البيان المشبوه” لم يتجاوز عددهم ثمانية أشخاص وهم: جمال الشوفي – صالح النبواني – مهيب صالحة – سعيد الغضبان – سميح العوام – وليد النبواني – رائد صادق – ومروان حمزة»، وهؤلاء هم قاموا بإدراج باقي الأسماء دون سؤال أصحابها أو الأخذ برأيهم على أقل تقدير، ما يكشف عن فضيحة كبرى من خلال الزج بأسماء أشخاص بهدف إضفاء نوع من “الشرعية” على ذلك “الإعلان” الذي أقل ما يقال أنه ولد ميتاً بعدما تبين كيفية فبركة الأسماء والتواقيع.
هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فقد جاء “الإعلان” المزعوم ليحمّل ما من أسموها بـ”سلطة دمشق” المسؤولية عم العنف الذي جرى، في وقت تجمع كل الآراء والتقارير أن ما تعرضت له السويداء هو حرب إبادة بكل ما للكلمة من معنى حيث تم توثيق آلاف الانتهاكات بالصوت والصورة، وبعضها تم نشره من قبل العصابات الإجرامية التي اقتحمت السويداء وسفكت دم أهلها من نساء وشيوخ وأطفال وأحرقت الجثث والمنازل ودور العبادة والمحال التجارية ودمرت معاصر الزيتون والمطاحن الى ما هنالك من أعمال إجرامية شهدها العالم عبر شاشات التلفاز والهواتف.
فهل يعقل أن تسعى حفنة لا تمثل سوى نفسها في السويداء الى المساواة بين الجلاد مع الضحايا من أبناء محافظتهم الذين دفعوا أغلى الأثمان وشهدوا أفظع المجازر المرتبكة بحقهم؟، ولصالح من يريد هؤلاء إطلاق هذه المبادرة وهل تأتي لاستكمال ما بدأه سليمان عبد الباقي وليث البلعوس من شق للصف الداخلي في السويداء، بهدف تشكيل رأي عام داخل المحافظة يكون مناهضاً لآرء وسياسة سماحة الشيخ حكمت الهجري؟
أخيراً لا بد من السؤال “هل هذا “الإعلان ” جاء للترويج لـ”مؤتمر الأردن” المشبوه في ظل الحديث عن مشاركة شخصيات من السويداء كبديل عن قيادتها الروحية والعسكرية، خصوصا وأن الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز في السويداء، وقيادة قوات الحرس الوطني، نفتا علمهما بأي مؤتمر أو زيارة للأردن منسوبة، مؤكدتين أن أي تصريحات أو تفاوض باسم أهل السويداء هي “مراوغات واستهانة بالقرارات الدولية الصادرة من الدول الضامنة منذ وقف إطلاق النار والتي لم تُنفَّذ بعد”.
بناء على ما سبق ذكره يبدو واضحا أن “سلطة الأمر في دمشق الواقع تسعى الى تبرير فشلها واستمرار سياسته العدائية ضد السويداء، تارة من خلال فبركة بيانات وإعلانات مشبوهة وتارة أخرى من خلال الحديث عن عقد مؤتمر مشبوه في الأردن، ما يكشف حجم إخفاق هذه “السلطة” وعجزها عن تمرير سياساته داخل محافظة السويداء، ما دفعها للجوء الى بعض الآدوات في الداخل بهدف شق الصف الداخلي وبث الفتنة، لكن السويداء بقيادتها الروحية ممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري وبقيادتها العسكرية ممثلة بقوات الحرس الوطني، وبظل الالتفاق الشعبي حول القيادين الروحية والعسكرية ستُفشل كل المشاريع الفتنوية داخل السويداء، كما تم دحر الغزاة وإفشال مخططاتهم على أسوار عرين سلطان باشا الأطرش.



